بسم الله الرحمن الرحيم





نود لفت انتباه الإخوة زوار الموقع ان هذه النسخة هي نسخة تجريبية للموقع بشكله الجديد , للابلاغ عن الأخطاء من هنا

أحدث المواضيع
Loading...
الرئيسية » » كلمة في التحزب و الأحزاب لجمعية علماء المسلمين الجزائرية

كلمة في التحزب و الأحزاب لجمعية علماء المسلمين الجزائرية

بواسطة : Archipossible يوم : الأحد، 16 أبريل 2017 5:27 م

كلمة في التحزب و الأحزاب لجمعية علماء المسلمين الجزائرية


فهذه كلمة في التحزب و الأحزاب لجمعية علماء المسلمين الجزائرية:

قال البشير الإبراهيمي رحمه الله : أوصيكم بالابتعاد عن هذه الحزبيات التي نجم بالشر ناجمها ، و هجم ليفتك بالعلم و الخير هاجمها ، و سجم على الوطن بالملح الأجاج ساجمها ،إن هذه الأحزاب كالميزاب ، جمع الماء كدرا ، و فرقه هدرا، فلا الزلال جمع، و لا الأرض نفع. (1)
و يقول : إذا كان من خصائص الإستعمار أن يضغف المقومات و يميتها، ثم يكون من خصائص أغلب الأحزاب أنها تهملها و لا تلتفت إليها، فهل يلام العقلاء إذا حكموا بأن هذه الأحزاب شر على الشرق من الإستعمار.
و يقول: و في باب الأعمال لم نر منهم إلا عملا واحدا: هذا الذي سميناه جناية الحزبية على التعليم و العلم، هؤلاء القوم قطعوا الأعوام الطوال في الأقوال و الجدال، و جمع الأموال و تعليل الأمة بالخيال، و مجموع هذا ما يسمونه سياسة وطنية.....كثرت مواسم الانتخابات حتى أصبحت كأعياد اليهود، لا يفصل بعضها عن بعض إلا الأيام و الأسابيع، وكان ذلك كله مقصودا من الاستعمار، لما يعلمه في أمّتنا من ضعف، وفي أحزابنا من تخاذل وأطماع، وفي مؤسساتنا ومشاريعنا العلمية من اعتماد على الوحدات المتماسكة من الأمّة، فأصبح يرميهم في كل فصل بانتخاب يوهن به صَرْح التعليم، ويفرّق به الجمعيات المتراصّة حوله، والتعليم هو عدو الاستعمار الألدّ لو كان هؤلاء القوم يعقلون.(2)
قال الإمام ابن باديس رحمه الله: إننا اخترنا الخطة الدينية على غيرها، عن علم وبصيرة وتمسكاً بما هو مناسب لفطرتنا وتربيتنا من النصح والإرشاد، وبثّ الخير والثبات على وجه واحد والسير في خطّ مستقيم، وما كنّا لنجد هذا كله إلا فيما تفرَّغنا له من خدمة العلم والدين، وفي خدمتهما أعظم خدمة، وأنفعها للإنسانية عامة.
ولو أردنا أن ندخُل الميدان السياسي لدخلناه جهراً، ولضربنا فيه المثل بما عُرف عنا من ثباتنا وتضحياتنا، ولقُدنا الأمّة كلها للمطالبة بحقوقها، ولكان أسهل شيءٍ علينا أن نسير بها على ما نرسمه لها، وأن نَبْلغ من نفوسها إلى أقصى غايات التأثير عليها، فإن مما نعلمه، ولا يخفى على غيرنا أن القائد الذي يقول للأمّة: " إنّك مظلومة في حقوقك، وإنّني أريد إيصالكِ إليها"، يجد منها ما لا يجد من يقول لها: "إنّك ضالة عن أصول دينك، وإنّني أريد هدايتَك"، فذلك تلبِّيه كلها، وهذا يقاومه معظمُها أو شطرُها. وهذا كله نعلمه، ولكنّنا اخترنا ما اخترنا لما ذكرنا وبيَّنا، وإنّنا ـ فيما اخترناه  بإذن الله لَمَاضون، وعليه متوكِّلون(3)
ـــــــــــ
(1)    : عيون البصائر (2/292)
(2)    : آثار محمد البشير الإبراهيمي.
(3)    : الصِّراط السَّوي (رقم15/ رمضان ـ 1352هـ).